عجائب الجنرال السبع !!!

في بلادي كثيرة هي العجائب والغرائب والقيل والقال حتى صارت الأحاديث الغريبة والخرافات مكونا أساسيا من مكونات ثقافة الموريتاني البسيط وجزء لايتجزء من تكوينه المجتمعي وقد يكون للسيسيولوجيون تحليلا أكثر إقناعا وأقرب للمنطق من تحليل متطفل لاعلاقة له بعلم الاجتماع, ولو أن المهتمون بتاريخ الشعوب والمجتمعات درسوا غرائب المجتمع الموريتاني ونوادره لجعلوه في المرتبة الأولى باستحقاق.
لاأقول ذلك من فراغ فا الناظر إلى عجائب هذه المجتمع يحتار حتى يخشى على نفسه من الجنون والغريب في الأمر أن عجائب الدنيا السبع لايوجد منها في موريتانيا شيء !حسب التصنيف العالمي وأنا متأكد أن سبب عدم ذكر أربع عجائب على الأقل منها في موريتانيا خطأ تاريخي لم تتضح أسبابه بعد فنحن بلاد المليون شاعر وهذا عجب ونحن بلاد المليون متملق ونحن من يصبح فينا السياسي الوقور يدافع عن حزبه المعارض ويمسي يسبح بحمد ميكانيكي منقلب وهذه بعض العجائب والغرائب الكثيرة في بلاد الملثمين أما في زمن الجنرال ” أبو بدر ” فكثرت العجائب والغرائب ولعل من أكبر تلك العجائب وأكثرها وضوحا للعاين هو أن يتسلل ميكانيكي مقال من منصبه ويأتي على ظهر دبابته وينقلب على إرادة شعب بأكمله ويخطف حلمه الجميل نهارا جهارا لتتعزز الأعجوبة بكتيبة مدرعة من عجائب البرلمانات في العالم أعدها ودربها على التزلف والتملق وسن القوانين الكاذبة الخاطئة كبير المتطاولين على إرادة شعب أعزل إلا من حقه في الحرية والكرامة والعيش الكريم وإحتثاث العسكر طال الزمن أم قصر .
هي سبع عجائب تطالعك في نظام الجنرال “أبو بدر” وأغلب هذه العجائب ليست با المألوفة في مجتمع الغرائب مما يزيدها عجبا على عجب لتكسر بذلك القاعدة المعروفة “أن في البحر عجب وفي النساء عجبان ” لتصبح القاعدة الجديدة في زمن الجنرال “في البحر عجب وفي نظام الجنرال أعاجيب ” من أكثر تلك الأعاجيب بروزا وعلى الله التوفيق .
تطبيل الشيوخ :
وهو أمر غريب يحدث في زمن الجنرال فأن يمبري من بين كل شبيحة النظام وشعرائه وكتابه ومتملقيه والمسبحين بحمده سبعيني بلغ من العمر عتيا وقدم من عمره أكثر مما ترك وأخذ من الدنيا نصيبه وزاد عليه ألف البلاط والسير في ربوع القصور الملكية والجمهورية والأميرية . . . الخ ذلك من القصور التي تطبع في ساكنها نوعا من الترف يغرس فيه مفاهيم النفاق والميل إلى البطون أكثر من حقوق المسحوقين ويبعده عن النضال ومايلاقيه المناضلون الأحرار في سبيل تخليص أوطانهم من براثين الدكتاتورية واللعب على عقول شعبهم الأعزل تارة يطل علينا الشيخ الدكتور يهاجم (رفاق دربه ) الذين لاعلم لي حسب إطلاعي المتواضع ودراستي البسيطة لتشكلات المشهد السياسي أن للشيخ المذكورأية صيلة بنضالهم فكل المعلومات المتوفرة لدي تفيد بأن الشيخ الكاتب لم يناضل في حياته إلافي المملكة المغربية بجوار الملك الراحل وبعد عودته إلا بلاده في الأيام الأخيرة من حكم النظام الطائعي أراد أن يتخل المعترك “من خلال حزب كرتوني ” لم يرخص إلا بعد أن خرج منه مناضلوا التيار الإسلامي ولم ينل في طول البلاد وعرضها ومن شرقها إلى غربهاومن شمالها إلى جنوبها مستشار بلدي واحد أن يطل مثل هذا “المناضل ” مدافعا ومنافحا عن جنرال لم يناضل في حياته أحبه (في الله )وتنبأ له برضوان الله وختار له من جميل الشعر ما وافق هواه ومن الشرع ماأحب ووضع على عاتقه ضريبة انتماء من أشد الضرائب في تاريخ البشرية لما تحمله في طياتها من آهات المساكين وصرخات الثكلى وظلم أهل ” الكزرات” و”الكبات ” وممن أعدموا في وطنهم نتيجة الإهمال وجفاف أقلام الكتاب الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الكتابة عن أوجاعهم ومشاركتهم تطلعاتهم في العيش الكريم مكتفين با الرقص على أجسامهم النحيلة والتلاعب بمشاعرهم والمزايدة بها وعرضها في المزاد العزيزي لتنتفخ منها جيوبهم وبطونهم ويطلون بها دون أي حياء في أبهى صور المتاجرة بهموم الضعفاء متناسين مايحفظون من القرآن الذي يحث على الرأفة بهؤلاء والحرص عليهم ومساعدتهم مكتفين با البحث في القرآن عن مايناسب فراعنتهم !!والله إنه عجب مابعده عجب يجد الإنسان نفسه في محتارا أمام من شيب التصفيق وأخواته رؤوسهم التي اشتعلت شيبا ويدعوا لله أن يجعله ” من من حسن عملهم وطال عمرهم في طاعته ” ويردد مع عجائز البلد دعائهم المشهور – ربي أقهرني اعل طاعتك ودينك ياأرحم الراحمين –
قمع . . . في زمن الثورات :
وهو عجب آخر يضاف إلى عجائب الجنرال فأن نكون في محيط يتفيئ نسيم الحرية ويدك شبابه معاقل الديكتاتورية ويصنع تاريخ أمته من جديد بعد أن أنهكتها الديكتاتوريات وعانت ويلات القمع والأحادية والإقصائية يطالعنا الجنرال في ربيع 2011 بأسلوب أكل عليه الدهر والشرب وجعلته الشعوب وراء ظهورها إلى غير رجعة قمع ومصادرة للحريات وتكريس سياية الفرد الواحد في تحد سافر لمعطيات اللحظة التاريخية وتطلعات صناعها وقفز على إرادة شعوب أرادت الحياة فستجاب لها القدر بعد أن اتخذت الأسباب وكأن النظام لايتعظ وقيل قديما أن” العاقل من إتعظ بغيره ” خاصة إذا كان ذلك الغير إماما ومن العلوم انه إذا ضرب “الإمام خاف المؤذن”.
ويبدوا أن المؤذن لم يخف بعد من رياح تلقفت أئمته وأسياده فجعلتهم مابين هارب معلق ومحاكم متكئ ومكابر مقتول ومراوغ محروق وطويل بدأت فترته تقصر شيئا فشيئا إنه عجب ممزوج با غباء وعقلية ميكانيكية تضر صاحبها أكثر مما تنفعه فلا تكن مفارقة في زمن الثورات ياهذا .
وطن تمحى معالمه !!
تسارع المليشيا الحاكمة جاهدة في محو تاريخ البلد ومعالم العاصمة التاريخية وبصفة مكشوفة ولجهات معينة ومحددة مما يؤكد تكريس سياسة المحسوبية والقبلية وغرس المفاهيم الخاطئة في غير الزمان ولا المكان المناسبين فبعد بيع معلم من أهم معالم البلد ما بعد الاستقلال “بلوكات ” وبيع مقر الموسيقى العسكرية “لفانفار” هاهي المعالم العلمية بعد المعالم السياسية والعسكرية توضع في المزاد العلني ومن كان يصدق أن ثانوية مثل الثانوية ” العربية ” ومعلما مثل “المعهد العالي للدراسات البحوث الإسلامية ” تكون لعبة في أيدي من لايقيمون للعلم ولا لأهله وزنا خرجوا مرائب الميكانيكا وغسيل السيارات وتشحيمها .
في سير واضح على خطا إمام زعيم المليشيا الحاكمة الذي جعل من بلاد “عمر المختار “بلاد مقطعة الأوصال ولدت يوم وصل القائد إلى سدة الحكم مع كتابه الأخضر وعلمه الأخضر ونظرياته الفاشلة فمتى يقوم تلميذه بتبديل لون علمنا وتدريسنا نظرياته الميكانيكية في جامعتنا اليتيمة ؟
هدايا با المجان :
ومن العجائب في زمن الجنرال أن يكون الوطن المسكين وثرواته عبارة عن” كعكا “يقسمها الجنرال والحفنة الحاكمة على الطريقة التي يريدون دون حسيب أو رقيب يعطى البحر للصين في اتفاقية طويلة الأمد مع مؤسسة وليس مع دولة فبعد تجفيف المنابع العلمية والشرعية يأتي الدور على تجفيف المنابع الاقتصادية في تعد سافر على اقتصاد شعب لم يجد من ثرواته الكثيرة إلا أسمائها ناهيك عن ثروات الشريكة الوطنية للصناعة والمناجم “اسنيم ” التي تذهب إلى جيوب من أراد النظام من سدنته ومتملقيه دون أن يجد الوطن منها ماينفع الناس ويمكث في الأرض أوإنفجارات تهز مدينة الحديد “ازويرات ” فتروع الآمنين وتخلف بيوتا أوشكت على السقوط نتيجة دوام الإنفجارات مجسدتا في الوقت ذاته أسوء عبودية واستغلال للإنسان من طرف أخيه الإنسان “جرانلية ” هم عبارة عن عبيد لرجال أعمال يبيعونهم على الطريقة التي يشائون ويتخلصون منهم في اللحظة التي يريدون ينهكونهم مقابل مبالق زهيدة لاتسمن ولاتغني من جوع أو ضجيج أطول قطار في العالم لم اجد مايناسبه من الأسماء إلا مايقوله أحد شيوخ تلك المدينة عانى من العمل في ذلك القطار طيلة أربع عقود من الزمن وانتهى به المطاف مقعدا يعاني من مرض عضال نتيجة سياقته لواحدة من أكبر السيارات في العالم وأكثرهم حمولة أنه (أطويل وبلافايدة !!) وقد صدق الرجل لوكنتم تعلمون
إغلاق المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية :
وهي من سوابق الجنرال “أبو بدر” يطبل المطبلون له من شيوخ المافيا وشبابها بأنه هو أول من أغلق سفارة الكيان الصهيوني ومن يدري حينها أن يكون الله قد قال (لايضر عزيز مافعل بعد اليوم !!) أشاد كل الخيرين حينها بتلك الخطوة رغم ماشابها من شوائب والظرف الذي جاءت فيه والمعاناة التي كان يعاني النظام حينها وحاجته الماسة إلا مايخرجه من عنق زجاجة إنقلابه الضيقة ولادعي للغوص في تفاصيل تلك الخطوة المقدرة في وقتها .
حب الرجل للإغلاق والانغلاق وفتاوى البعض له خاصة إذا ماأخذنا بعين الإعتبارمايذكر عن الرجل من إيمان بالخرافات والخوف من الجن وممن يخدمونه ومن دعوات الناس وحبه الكثير لما يعرف شعبيا با “لحجاب” فقد يكون الرجل ظن والله أعلم أنه بالإغلاق الذي بدأه بإغلاق سفارة اعداء الله قد يكون المخلص له من شرور المعارضة ووساويس الشياطين لذلك قرر الرجل أن يغلق واحدا من أهم القلاع العلمية في البلد غير آبه بتراث علمائه وخرجيه وطلابه ضاربا بعرض الحائط تاريخا موغلا في الحضارة أسس له الشيخ محمد سالم ولد عبد الودود وجمال ولد الحسن وغيرهم ممن كتبوا أسمائهم بأحرف من ذهب في سماء أرض المنارة والرباط مخلفين ورائهم ملاين المحبين والحريصين على تلك القلعة العلمية ومستعدون أن يقدموا في سبيل بقائها الغالي والنفيس وهذا الدرس على بساطته لم يفهمه أصحاب العقول الميكانيكية وهو عجب ينضاف إلى الأعاجيب السابقة !!
كيل بمكيالين :
وهي أيضا خاصية أخرى من خصائص الجنرال وعجب يضاف إلى عجائبه الكثيرة وسياسة بات النظام ينهجها في كل تفاصيله اليومية بدءا با الكزرات حيث تقسم على المقربين ليبغى من يحتاجونها في انتظار مجهول يعطيهم قطعة أرض في سبيلها هاجروا وقمعوا وشردوا لينالها في نهاية المطاف من لايستحقها .
تلك السياسة ظهرت جلية في رصاصة “بدر ” الابن المدلل صاحب المسدس الكاتم التي أطلقها على رجاء ناهيك أيضا عن ظهور تلك السياسة كثيرا في ظروف سجنه مع زملائه وباقي نزلاء المفوضية سيئة الصيت ولعل من أبرزهم حينها المناضل “سعيد” ظهرت تلك السياسة المقيتة بأبهى صورها مع الشاب المعلم المظلوم عبد الرحمن ولد بزيد الذي توفي وهو ينتظر طائرة تذهب به إلى المملكة المغربية لتلقي العلاج بينما تستأجر طائرة خاصة ويخرج جواز سفر “لرجاء ” ومن معها في ساعتين إنه كيل بمكيالين طال الفضاء السمعي البصري وطال التعينات وطال النواب وطال كل مكونات هذا المجتمع يا “أبو بدر” فحذر من ان يكون الكيل الذي أزال “الطرابليسية ” من بلاد القيروان .
الكذبة الكبرى :
التي عليها تسلق الجنرال وعصابته ظهور هذا الشعب الطيب رئاسة الفقراء التي انكشف قناعها وظهرت على حقيقتها وهي رئاسة الأغنياء والتلاعب باالفقراء وبمقدرات بلدهم وبمشاعرهم وقتلهم أمام قصر “رئيسهم ” ضف إلى الكذبة الكبرى كذبة أخرى لازالت تتفاعل حتى كتابة هذا المقال وهي إطلاق سراح الدركي المختطف – أعل ولد المختار – في تلاعب واضح بمشاعرنا كبشر وبمشاعر والدته وأطفاله وفي محاولة مكشوفة ويائسة من اجل التستر على عملية “ألم” الفاشلة ناهيك عن كل الأكاذيب التي مل منها هذا المواطن البسيط – مياه مكطع لحجار ; فك العزلة عن الولايات الشمالية ; تشغيل الشباب …. الخ ذلك من الأكاذيب المكشوفة التي إن بدئنا بعدها لن يكفها هذا المقال .
تلك سبع عجائب كاملة من مليون أعجوبة تميز بها نظام الجنرال عن غيره من الأنظمة وفي انتظار أن تلد كل أعجوبة عشرة أعاجيب يبقى هذا الوطن المسكين رهين عصابة ينبغي أن تتضافر كل الجهود من أجل إزاحتها عن كاهل هذا الوطن هي سبع عجائب وسبع رؤساء ثامنهم الجنرال ” أبو بدر ” فهل هو ثامن أهل الكهف ؟ أم أن ثامن أهل الكهف أكثر فائدة ومنفعة من ثامن رؤساء هذا البلد ؟؟ !!