دمعة امرأة مشظوف / عبد الرحمن ودادي

كل شيء يسير بشكل طبيعي و طبيعي جدا…. ، فقيه رسمي في الإذاعة يفتي بضرورة طاعة أولي الأمر و تقي الله الأدهم  يستضيف في التلفزيون مجموعة من المنافقين يتبادلون الأدوار في شكر و حمد القيادة الرشيدة على انجازاتها غير المسبوقة ….متظاهرون امام قصر الرئاسة … شاب عاطل  على قارعة الطريق يحمل وصفة طبية لأمه المريضة.

قوات الأمن على اطراف الطرقات تتصيد ضحاياها ، مئات السيارات على الشوارع تصدح منها عاليا اصوات الموسيقى…. شحاذون على اشارات المرور يتبارون في اثارة شفقة المارة بعرض عاهاتهم.

رجال يهرولون مسرعين الى الصلاة  …. ونساء على اطراف الطرقات يتلامعن كألعاب الصين الرخيصة .

كل شيء طبيعي  بل طبيعي جدا …..

الكل يتابع حياته باستثناء شخص واحد

امرأة من مشظوف من اقصى الشرق الموريتاني تدور على ابواب المكاتب الرسمية و قيادات الجيش و صالونات الأعيان و السياسيين تستغيث و تطلب السند و العون لإنقاذ فلذة كبدها الذي ينتظر الذبح في يوم معلوم.

نعم ابنها الذي حملته في بطنها تسعة اشهر و ارضعته بثدييها حولين كاملين …  ابنها الذي رعته بدموعها  و دمائها  و سهرت الليالي الطوال تهدهده بين ذراعيها …. نعم لحمها و دمها …. أملها و غايتها …. سندها و فخرها….
امرأة كريمة المحتد أصيلة المنبت  ….

ما تريد هذه المرأة ليس مستحيلا .. إنه امر سبق و ان قام به ولد عبد العزيز.

اختطف عمر الصحرواي مجموعة من الإسبان من سواحل الأطلسي وعبر بهم ما يزيد عن الألف كيلومتر من الأراضي الموريتانية، و رغم ذلك سلمه ولد عبد العزيز لتنظيم القاعدة مقابل ارجاع المختطفين الأجانب ومعه “بونيس” عبارة عن  جثامين لمقاتلين موريتانيين من القاعدة ممن سقطوا في العملية الموريتانية الفرنسية المشتركة الفاشلة  لإنقاذ ميشيل جرمانو المختطف في النيجر.

في يوم 16 سبتمبر 2010 اختطف تنظيم القاعدة فرنسيين من شركة آريفا و ساتوم في اراضي النيجر و اتجهوا بهم الى صحراء مالي ، و في اليوم الموالي 17 سبتمبر شنت القوات الموريتانية هجوما على معاقل القاعدة في حاسي سيدي لإنقاذ الرهائن الفرنسيين ليقتل خيرة الأبناء من شباب بعمر الزهور  و لتخرج علينا شاشات العالم بصور غنائم القاعد من سياراتنا الجديدة و اسلحتنا اللماعة.

النظام الموريتاني متحمس دائما لإنقاذ الأجانب و جاهز لإسالة انهار  من دماء ابنائنا لجبر خواطر الشمطاوات الفرنسيات والغجريات الإسبانيات ومستعد دوما للانقضاض على كل من يختطف زرق العيون سيان اكان ذلك في  موريتانيا او مالي ام النيجر.

في كل العالم تدافع الدول عن رعاياها … الكيان الصهيوني اطلق سراح اكثر من الف فلسطيني لإنقاذ جنديه جلعاد شاليط … وفي الطرف الآخر اندلعت حرب تموز 2006 بعد ان قام حزب الله بعملية اختطاف لجنود إسرائيليين لمقايضتهم بالأسرى في سجون الصهاينة…. و رغم ذلك يخرج علينا وزير الخارجية ليقول بصريح العبارة أن النظام غير مستعد للتفاوض من اجل انقاذ ارواح الموريتانيين ….

نعم فهم الجميع  الرسالة … ولد عبد العزيز مستعد فقط للتفاوض و دخول العمليات العسكرية لحماية الأجانب فقط .. و الأوربيين بالخصوص.

نعم ولد عبد العزيز يريد ان يحول قواتنا المسلحة الي جيش من قوميات لا يتحرك و لا يتفاوض الا اذا اختطف  الأجانب في موريتانيا او خارجها …

مالا يعرفه ولد عبد العزيز أن دمعة امرأة مشظوف و شعرة من مفرق رجل أولاد الناصر و قلامة ظفر من أي موريتاني  اهم بألف مرة من اسبانيا و فرنسا مجتمعتين لمن يحكم هذه البلاد.

سيعرف الطاغية و قت لا تنفع المعرفة ان في هذه الأرض رجالا يحتملون الفقر و الجوع  و لكن لا ينامون على ضيم و لا يقرون على ذل   …

لا نامت اعين الجبناء

شارك بتعليقاتك !

     .................................................................................................................................................................................................................................

Copyright � 2012 Hiaad.Net

السراج

 الحرية

العربية

صحراء ميديا

 تقدمي

 موريتانيد

Desgin & Dev By T-Zone

كووورة

الجزيرة

موريتانيد

Bbc

روتانا

سيدتي

........................................................

الغد

Google

Yahoo

Facebook

msn

اخبار انفو