الثقافة و السياحة أو محور السياحة الثقافية
ترتكز فلسفة العقد العالمي للتنمية الثقافية على ضرورة الترابط بين الثقافة و التنمية في كل مشروع إنمائي وبهذه الصيغة تتحول الثقافة من نشاط هامشي إلى نشاط رئيسي وقاسم مشترك بين جميع القطاعات دون استثناء.
ولقد عجلت ضرورة عولمة الاتصالات و الاقتصاد إلى ضرورة التفكير بالسياحة و في بعدها الثقافي باعتبار الثقافة السياحية رافدا من روافد التنمية الشاملة و المستديمة، فلقد أصبحت مقولات العولمة و التحرر الاقتصادي مقولات عالمية لا تعترف بالحدود و لا الحواجز أمام تنقل رأس المال و البضائع ، وإذا كان من البديهي أن تنهار الأيدلوجيات في ظل عولمة اقتصاد السوق و تنامي قيم الفردية المطلقة على حساب الروابط الجماعية فإن الهزة التي يشهدها الفكر الاجتماعي و الانساني تثير تحديات جديدة تدفع إلى إعادة النظر في الكثير من المفاهيم والقيم و الأهداف و مراجعة أسباب العمل التقليدي و لعله في هذا السياق بالذات يندرج محور السياحة الثقافية و تتأكد أهمية العناية بهذا الموضوع كأحد أهم المشاريع الكبرى للتنمية الثقافية ، كذلك كان الإنسان مبدعا و تراثيا معا ،وليست الثقافة مجموعة مكونات ثابتة ، وساكنة جامدة ، منغلقة و مطلقة صالحة لكل زمان و مكان بل هي تعابير وقيم متطورة باستمرار وكل زمن هو مرحلة لا تستدعي نفسها بقدر ما تعيد صياغة القيم الثقافية.