الغربة في الوطن

قبل أن نحكم على أبناء الشناقطة بأنهم قتلة النفس فلماذا لا نحكم ضمير العقل برؤية متضحة المعالم، وقبل وصول النظام الحالي إلى سدة الحكم لم نكن نسمع بالانتحار، إن ولد دحود وولد بزيد كانت تشعلهما مرارة الظلم والطغيان التي يمارسها النظام المستبد الغاشم الذي يفتقر إلى أبسط مؤهلات الحكم من الحكمة والحنكة فقد مارس طغيانه في حرمانهم من أبسط الحقوق التي يكفلها القانون وبعد ما احتجوا بضعة أشهر واشتعلوا بنار الظلم والشموس الحارقة يقودهم الأمل عل الله يهدي من لا يهتدي حتى فقدوا الإحساس بسبب ما عانوه من ظلم وتجاهل من هذا النظام الرجعي الذي يأتي على اليابس الأخضر قبل اليابس ولا يتأنف عن مال اليتيم قبل المحروم ، احترقت في الأخير أجسادهم لكنها باحتراقها كانت وقودا مستعرا يشعل قلوبنا بنار الغضب، لماذا فقد الشناقطة إحساسهم في الوقت الذي احترقت فيه أكباد أبناء شنقيط بسبب الحرمان والظلم لماذا لا نحرق من يحرق أكبادنا قبل أن نحترق جميعا ويقال أحرقوا أنفسهم ، كيف أشعل البوعزيزي نار الغضب في قلوب التونسيين حتى تسنى لهم العيش بكرم وحرية ، وكيف احترق أبناء العلم والشرف ولم يحرك ساكن.

شارك بتعليقاتك !

        Copyright � 2012 Hiaad.Net. Desgin By Mr.Tohamei