يا قائد الأمن ويا زعيم المعارضة؟
يتعانق اليوم المدير العام للأمن الوطني المعروف بجمع غلاله وقواريره، وزعيم المعارضة المتيم بحب الرئاسة والتكتلات الخاسرة في الانتخابات.
لثلاثين سنة خلت، تماري فيها السجان وزعيم المعارضة، وتحالف فيها القاتل والمقتول، ومارس فيها الاثنان لعبة القط والفأر، ومخاتلة الذئب للشاة، ومسامرة السكران للولهان.
حتي إذا غلب الحنق علي الود، وقطع التدابر بين الاثنين كل حبال الوصال، جاء تغيير6 أغسطس الميمون، فهرع زعيم المعارضة مكبرا ومهللا، ومصفقا مؤيدا، وأصبح يحمل طبله ومزماره، يجول بالعواصم
منوها بمدير الأمن السابق رئيس السلطة الانتقالية التي ستسلمه مفاتيح القصر الرمادي المنشود.
وخلال19شهرا حلبت البلاد شياه وبقرا ونوقا بمزاد علني، يتسامر فيه الاثنان كل مساء، ويتناجون كل صباح، كلاهما لايرد للآخر مطلبا، ولا يعرض عن تهوك.
حتي إذا وقع النزال الانتخابي بدا أن رأس الأفعى قد خدع الدب مرة أخري، وظهر لأطر المعارضة أن المرابحة بين مدير الأمن وزعيم المعارضة كانت ربا زيادة لأموال الأول ونسيئة تثقل كاهل الآخر بحمل من
الديون لاتطاق.
وأقسم زعيم المعارضة أمام الجميع أن يقتص من مدير الأمن خديعتة الرابعة بعد المائة والعشرين، وقال لعترته لن ألدغ في نفس الجحر مرة أخري..؟؟
لكن هيهات…أسدل الستار وجاء اتفاق دكار…وتنافس الجميع وخرج مدير الأمن للمرة الثالثة، ليس مؤيدا لزعيم المعارضة كما كان يرجو ، بل منافسا له علي مقعد الرئاسة الذي هو فيصل الخصام.، وهذه المرة كانت اللعبة واضحة… نقود يربحها مدير الأمن…ثم نقود يربحها رئيس السلطة الانتقالية… ثم قوارير من ذهب وفضة يربحها المرشح للرئاسيات بجبته العسكرية، وخسر في الثلاث جولات رئيس المعارضة الديمقراطية
لعبة الشطرنج.. ومات الملك في كل نزال من النزالات الثلاث دون أن يخسر البارون لمرة واحدة.
هي اذا لعبة ملك المعارضة وبارون الأمن.
وهذه اللعبة تكرر تكرار.. مسلسل.. مات المختار وعاش المختار.
لخمسين سنة 20 منها تربع على البنك المركزي وصناعة العملة صيرفي المعارضة، ول30سنة حمل من مدخرات البنك المركزي مدير الأمن حباله وعصيه، وجر جراره، وهرهر هره، وزاغت أبصار كهنته.
ايه أيتها الصاهباء، ماذا دهاكم أيها الراكعون الساجدون.؟
أليس هذا هو رأس الأفعي، الذي سجن وعذب وأبكي وارتوي وارتشي ، وفي مساجدكم رعت سوائمه، ومن نبل خياركم أكلت ذئابه؟
أوليس هذا الراشي المرتشي هو قارون وهامان، يعرفه
أهل جاكوار، وتعلمه معلمة العلم الصهيوني وهو من يحج كل سنة إلى محرقة اليهود يسوق الهدي ويملي كيده معهم بالاشتراكية الدولية.
كم ضرب واشتكي، وكم سبق إلى حياض الأخذ بلا تعب ولا عناء.
لايسدد فاتورة، ولا يدفع ضريبة، ولايرى في مسجد، ولا يرتل حزبا ، ولايرى في مرمة معاش…
هو المتنقب بالقناع، وهو فارس الليل الهمام؟؟
حتي اذا خرجت المعارضة تطالب بالتغيير وتدعو للإصلاح، خرج فارس الفرسان، مدير كوكبة المخبرين الشجعان، ووقف وسط الحلقة، واختطف الأضواء من زعماء المعارضة الرافضة للحوار، وخاطب الجماهير
الثائرة: أنا زعيمكم الأعلى، وأمل تغييركم المنشود، ورئيسكم المفضل، وزعيم معارضتكم الثائرة على الرئاسة ودولة المؤسسات والبرلمان؟؟؟