الرئيسية » ردود فعل السياسيين على خطاب نواذيبو
ردود فعل السياسيين على خطاب نواذيبو

اثار خطاب الامس للرئيس محمد عيد العزيز تباينا واسعا في صفوف الطبقة السياسية و عمق من هوة الخلاف القائم اصلا بين الاغلبية والمعارضة.
وهذه ردود فعل بعض الساسة حول الخطاب:
البداية مع الرئيس الدوري لمنسقية المعارضة” با امامادو الاسان ” الذي قال ان البلاد تحدق بها أخطار كبيرة متهما رئيس الجمهورية بالمخاطرة بها من خلال عدم تفكيره في الاستقالة بعد تعبير الشعب في مسيرة الاثنين الماضي عن رفضه.
وقال “لاسان”-خلال افتتاحه مؤتمرا صحفيا نظمته منسقية المعارضة في نواكشوط اليوم الأربعاء – إن خطاب رئيس الجمهورية في نواذيبو مساء أمس الثلاثاء شكل صدمة كبيرة للرأي العام الوطني لمل تضمنه من عبارات بذيئة.منتقدا تهكم ولد عبد العزيز من المعارضة ووصف قادتها بالشيوخ،مشيرا إلي أن أي بلد يحتاج لتجربة وحكمة الشيوخ تماما كما يحتاج لحيوية واندفاع الشباب،مشيرا إلي إن خطاب ولد عبد العزيز تضمن الكثير من العبارات التي لا تليق والأكاذيب الصريحة،مؤكدا أن الإساءة والأكاذيب لا تغير شيئا في رفض الشعب له.
وفي رده على أسئلة الصحفيين قال رئيس حزب تواصل محمد جميل منصوران الشعب الموريتاني من خلال مسيرة الاثنين الزمهم بخيار الرحيل وليس الحوار حيث خرج معهم في اكبر مظاهرة عرفتها البلاد للمطالبة برحيل النظام.
واعتبر نائب رئيس حزب اتحاد قوى التقدم “محمد المصطفى ولد بدر الدين ” أن بشائر الربيع العربي والشتاء الإفريقي بدأت تصل نواكشوط”.
اما رئيس حزب اللقاء الديمقراطي “محفوظ ولد بتاح “فقد اعتبر مسيرة الاثنين منعطفا جديدا جيث عبر الشعب الموريتاني خلالها عن ارادته في التخلص من الاستبداد مشيرا الي ان الهدف لوحيد يبقى التخلص من الاستبداد وبناء دولة ديمقراطية.
وقد تبادل قادة المنسقية الخطب في نهاية المؤتمر الصحفي للرد على خطاب ولد عبد العزيز الذي اجمعوا على انه كان “مسيئا وهابطا”.
وأكد قيادي في المعارضة لوكالة نواكشوط للأنباء على هامش المؤتمر أنه قد تم إلغاء جلسة برلمانية كانت مقررة اليوم خوفا من ان يستغلها نواب المعارضة للرد على خطاب رئيس الجمهورية .
هذا وقال قال رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية السيد محمد محمود ولد محمد الامين انه “بمناسبة النجاح المتفرد للمهرجان، فإنه يتوجه بأحر التهاني وأخلص الأماني والتبريكات، إلى السيد محمد يحي ولد حرمة نائب رئيس الحزب ورئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان، وإلى الأمينة الاتحادية وأعضاء المكتب الاتحادي لداخلت انواذيبو، وكافة أعضاء اللجنة التحضيرية؛ ومن خلالهم جميعا إلى مناضلي ومناضلات الاتحاد من أجل الجمهورية، وقادة ومناضلي ائتلاف أحزاب الأغلبية في المدينة، وجميع سكان ولاية داخلت نواذيبو.
وجاء في نص التهنئة:
تهنئة مستحقة
شكل المهرجان الشعبي الهادر الذي نظمه حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وحلفاؤه في الأغلبية الحاكمة، في نواذيبو مساء الثلاثاء 13/03/2012، وترأسه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز؛ شكل محطة فارقة في تاريخ التحام القمة والقاعدة في بلادنا، حيث سجل سابقة فريدة من عدة أوجه لافتة:
في حجم التدفق الجماهيري العارم الذي فاق كل التوقعات؛
في النظام والانضباط الجماهيري الذي بهر كل المراقبين؛
وفي الخطاب السياسي الذي أخرس كل الألسنة.
وبمناسبة هذا النجاح المتفرد، فإن رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، ليتوجه بأحر التهاني وأخلص الأماني والتبريكات، إلى السيد محمد يحي ولد حرمة نائب رئيس الحزب ورئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان، وإلى الأمينة الاتحادية وأعضاء المكتب الاتحادي لداخلت انواذيبو، وكافة أعضاء اللجنة التحضيرية؛ ومن خلالهم جميعا إلى مناضلي ومناضلات الاتحاد من أجل الجمهورية، وقادة ومناضلي ائتلاف أحزاب الأغلبية في المدينة، وجميع سكان ولاية داخلت نواذيبو.
وإلى مزيد من البذل والعطاء
كما قال رئيس حزب الإتحاد والتغيير الموريتانى صالح ولد حننا إن خطاب ولد عبد العزيز بمدينة نواذيبو جمع مابين الكذب والعجز ، وأثبت أن الرجل معزولا عن الواقع الذي يعيشه الناس ، وأن مسار نهايته قد بدأ.
وقال ولد حننا في تصريح لوكالة الأخبار المستقلة اليوم الأربعاء 14-3-2012 “إن ولد عبد العزيز عجز عن اعطاء أفكار مقنعة داخل المهرجان ، فكان الإضطراب والكذب أبرز سماته ، لكن المفارقة أنه ردد أكاذيب أسلافه من المستبدين السابقين دون أن يستطيع اضافة فكرة جديدة”.
واستغرب ولد حننا تهجم ولد عبد العزيز على معارضة لم تحكم قط وتحميلها مسؤولية الوضع المتدهور في موريتانيا ،ناسيا مكانه في هرم السلطة الموريتانية طيلة الأحكام الفاسدة ، واستغلاله للنفوذ من أجل الثراء .
وقال ولد حننا: “إن ولد عبد العزيز بعد أن أهلك الشعب وهو حارس للرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع ، قام بانقلاب عسكري ليجنب نفسه مخاطر التغيير، لكنه واصل نهج أسلافه ، وتمسك برموز الحقبة الفاسدة من وزراء أول وساسة نهبوا أموال الشعب ، وساموه سوء العذاب “.
وقال “…إن الأرقام التى قدمها كانت مرتبكة ، وصاحبها يجهل حتى قراءة الأرقام ،ولم تحمل أى فكرة جديدة .. إنه رجل عاجز عن الإبداع حتى في الكذب ، لذلك ردد كذب أسلافه من الحكام السالفين” حسب تعبير ولد حننا.
وعن الأسئلة التى وجهها ولد عبد العزيز للمعارضة بالأمس ” أين كنتم حينما كان البلد ينهب وثروته يتلاعب بها الفاسدون ؟!” . قال صالح ولد حننا ” لقد كنا مابين منتفض من أجل الحرية ، وقابع في السجن لرفضه الفساد، ومشرد بفعل النظام الذي أنت جزء منه ، بينما كنت أنت منشغلا بحراسة ولد الطايع وتدعيم أركان نظام عذب وشرد الآلاف ، وتسبب في كل الكوارث التى تحدثت عنها ، وحافظت عليها منذ انقلابك سنة 2005.”
واستغرب ولد حننا نكران ولد عبد العزيز لوجود جفاف داخل البلد . وقال “إنها رسالة سيئة للشعب الموريتانى عموما وللمنمين خصوصا ، وإن ولد عبد العزيز بنكرانه للجفاف ،يعني أنه تخلى عن البلد وثروته الحيوانية ومنميه في ظرف صعيب”.
وقال ولد حننا ” إن عجز الرئيس عن الكلام عن خطة أمل 2012 يعني إقراره ضمنيا بفشلها. كما أعتبر ولد حننا أن الرسالة الأهم هي أن ولد عبد العزيز بات معزولا عن الواقع ، مغررا به من قبل معاونيه،يحجبون عنه كل المعلومات،بينما يواصل هو في سياساته التدميرية لموريتانيا ومستقبل أجيالها”.
وطالب ولد حننا المحاكم المهتمة بقضايا الإرث الإنساني ب “استدعاء ولد عبد العزيز لتقديم شهادته في ملف الضحايا الزنوج ، وقال ولد حننا إن اقرار ولد عبد العزيز بأنه كان من شهود تلك المجازر يعني أنه الآن مطالب بتقديم شهادته لصالح الضحايا وذويهم المطالبين بتسوية عادلة للملف.”
واستهجن ولد حننا ما اسماه “تبجح الرئيس بغدر فاشل في الشمال المالى. وقال إن حديثه كان متناقضا وغير مسؤول ومستخف بعقول الناس ،فتارة يقول لن نتفاوض مع القاعدة ، ويعود في نفس المهرجان ليقول بأنهم سلموها مجرما مقابل تحرير الدركى ، فكيف تم التسليم ؟ وهل تمت الصفقة دون تفاوض؟ إنه الكذب الذى طبع المهرجان كله”!.
من جانبه قال حزب الحراك الشبابي من أجل الوطن، ان خطاب رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز يوم امس في نواذيبو، “تميز بالحضور اللافت للشباب على مختلف المستويات والذي بلغ ذروته في حث الشباب على حمل لواء التغيير من خلال المشاركة الفعالة في تغيير الطبقة السياسية، بخوض الانتخابات التشريعية والبلدية القادمة، في طرح جديد يرفع اللبس عن الآلية التي ستعتمد في تطبيق شعار تجديد الطبقة السياسية الذي يتضح أن صناديق الاقتراع ستكون فيه الفصل”.
وجاء في نص بيان جديد للحزب ما نصه:
شكل المهرجان الذي نظم سكان نواذيبو يوم الثلاثاء 13 مارس 2012 نقلة نوعية في إطار التعاطي مابين القواعد الشعبية وقيادتها من خلال الحضور الشعبي الكبير، لتكتمل صورة الحدث التاريخي بالمضامين الايجابية لخطاب رئيس الجمهورية، التي ضاعفت الأمل في نفوس المواطنين بغد أفضل، وبرهنت بالأرقام على القدرة على الوفاء بالالتزامات خلافا لما هو معهود لدى السياسيين.
كما تميز الخطاب بالحضور اللافت للشباب على مختلف المستويات والذي بلغ ذروته في حث الشباب على حمل لواء التغيير من خلال المشاركة الفعالة في تغيير الطبقة السياسية، بخوض الانتخابات التشريعية والبلدية القادمة، في طرح جديد يرفع اللبس عن الآلية التي ستعتمد في تطبيق شعار تجديد الطبقة السياسية الذي يتضح أن صناديق الاقتراع ستكون فيه الفصل.
ولأن القيادة الوطنية وضعتنا اليوم أمام مسؤولياتنا التاريخية، فإننا مدعوون كأحزاب سياسية وفعاليات شبابية إلى رص الصفوف، وتشكيل تحالف واسع يجسد قوتنا ويمكن من رفع هذا التحدي المتمثل في تجديد الطبقة السياسية.
وعليه فإننا في حزب ا لحراك الشبابي من أجل الوطن لنثمن هذا الموقف الشجاع المنحاز للشباب، المنحاز لمستقبل موريتانيا، وندعو للبدء من الآن في انجاز هذه المهمة، وهنا نطالب كافة القوى والأحزاب الشبابية بفتح حوار جاد، دون قيد أو شرط، حول سبل الاندماج في تكتل واحد، يضمن للشباب إمكانية تجديد الطبقة السياسية خلال الاستحقاقات القادمة، ولقطع الطريق على كافة قوى الفساد التي هيمنت على المشهد السياسي خلال العقود الخمسة الماضية.
; اعتبر الشيخاني ولد بيب نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) المعارض، أن السياق العام لخطاب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في مدينة نواذيبو، “لم يخرج عن الدعاية الجوفاء، والديماغوجية التي طبعت أداء أجهزة الحكم منذ الانقلاب على الشرعية الدستورية سنة 2008″.
وأضاف عمدة دار النعيم أن السنوات الأخيرة علمت الموريتانيين، ونخبهم التي “ليست بين قوسين”،إن ما يقوم به الرئيس عزيز هو “محض شعارات” لا تعني في أرض الواقع إلا نقيضها، وأكد أن محاربة الفساد سمعناها منذ فترة لكنها كانت “حربا على الفقراء، وعلى موارد الدولة، وعلى مخزونها من القيم”.
وسخر ولد بيب من خطاب الرئيس قائلا إن “تتبع ساعتين من الهراء المتواصل أمر لا طائل من ورائه”، على حد وصفه.
وقال إن المشكلة في موريتانيا “لم تكن يوما مشكلة أموال تأتي من خيرات البلد، ولا من مساعدات الدول الصديقة والشقيقة، بل المشكلة في سوء التسيير، وفي الفساد الذي ما زال يضرب بأطنابه في أعلى سلطة في هرم الدولة”، في تعليق على حديث الأرقام الذي شغلت حيزا كبيرا من الخطاب عن انعدام العجز في الميزانية والمبالغ الكبيرة التي دخلت ميزانية الدولة من الضرائب.
وفيما يتعلق بالفواتير التي تحدث عنها الرئيس، اعتبر ولد بيب أن المتضرر اليوم من قطعها “ليس الإخوة في قيادة منسقية المعارضة”، مضيفا “إذا كانت السلطة تخلت عن كل تلك الالتزامات، فإننا نسأل أين ذهبت كل تلك الأموال”.
وردا على اتهام الرئيس عزيز معارضيه بأنهم مجموعة من “الثوار العجزة”، قال ولد بيب أنه من الأولى بمن يدلي بمثل هذا الكلام أن “يسأل نفسه إلى جانب من يقف الشباب اليوم في موريتانيا، ومن تأمل صور مسيرة الرحيل أول أمس يمكنه أن يجيب بسهولة”.
وتساءل “من يصدق أن المعهد العالي مفتوح، وهو الذي يهدد فيه النساء من بنات موريتانيا بالأعمال القذرة؟ ومن يصدق أن المعهد مفتوح، والشرطة ترابط على أبوابه، وتفرض دخول قاعات الامتحان على الطلاب، والطالبات؟”.
وأضاف: من يصدق أن الطلاب غير معتقلين ووسائل الإعلام تتناقل صورهم في سيارات الشرطة وأقبيتها، و”هم يسامون سوء العذاب؟”.
وقال إن “كذبة الخطاب” هي تصريح ولد عبد العزيز أن الإعلام مفتوح، متسائلا هل تلفزتنا وإذاعتنا حرة تساوي بين المواطنين ولا أقول السياسيين، مضيفا “إن ولد عبد العزيز نفسه لا يمكن أن يصدق مثل هذا الكلام”، إلا إذا كان يرى أن حلقة واحدة من برنامج تلفزيوني واحد طيلة مأموريته يمكن أن يعني فتحا لوسائل الإعلام فله العذر، على حد تعبيره.
واعتبر أن ما وصفه بـ”السخرية من اللحى ومظاهر التدين عموما والنبز بالتجارة بالدين”، ليس غريبا على من “تاجر بكل القيم وباعها في سوق النخاسة الدولية”، مضيفا “عموما نذكره أنه لو كان وسيلة للبقاء في الكرسي لما غادره كثيرون”.
وقال إن خطاب عزيز اليوم “حمل رسالة واحدة” إلى الشعب الموريتاني وهي أن ولد عبد العزيز يرفض بتعنت رسالة الشارع الموريتاني التي أرسلها أمس بضرورة الرحيل، ومغادرة الكرسي.
وأكد إنه على عزيز أن يتذكر أن “الذين رفضوا نداء الشعوب بالتنحي، واجهوا مصيرا لم يعد يحتاج إلى شرح، أو بيان، ومن تنادي عليهم شعوبهم اليوم ثم لا يستجيبون سيلحقون بجيل رؤساء الحفر والزنازين والمنافي، وقد سمعنا الخطاب الأول لإبن علي والخطاب الأول لمبارك والخطاب الأول هذا لا يخرج عن السياق” ، قائلا إن “أنشطة المنسقية القادمة ستكون خير رد”.