حزب “التكتل ” وتهافت الخطاب/أبوبكر ولد دهماش

المتتبع لما آلت إليه حال بعض الخطابات السياسية في البلد لا بد أن تستوقفه تلك الظاهرة، وقد ترددت كثيرا قبل أن أكتب لعدة اعتبارات..

لكن الصمت المريب لجل من ينتسبون للأغلبية، والتهويل والتخويف والتلويح بمشكلات تهدد وجود البلد، ما لم يكن لأطراف معينة من المعارضة موقع في سلطة لم يمنحهم الشعب ثقته لممارستها. ولجوء بعض قادة تلك الأحزاب لأساليب لم تعد مستساغة، واستمراءهم لتزييف الواقع، حتى لو كلفهم ذلك إتباع أساليب غير مشروعة لتحقيق مآرب غير مشروعة، لن يقبلها بطبيعة الحال أي عاقل، وتصريحاتهم الفاقدة لأبسط مقومات الصدق والوجاهة، بل تطفح بالتناقض في المواقف والأقوال والأفعال. كل ذلك وغيره جعلني أشارك بهذا المقال، متخذا من تصريحات السيد أحمد ولد داداه الأخيرة نموذجا لسقوط وتهافت أحجار الدومينو.. ــ من منطلق قناعتي الراسخة أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز ومنذ انتخابه تصرف باعتباره وكيلا عن الشعب الموريتاني في القيام بأصلح التدابير، لإقامة العدل، وبسط الأمن ، ودفع الظلم، وصيانة واستعادة القيم والأخلاق، ونشر العلم وتيسيره، وتسهيل المرافق العامة ، وتطهير المجتمع من الفساد والمفسدين، فرغم المصاعب والعراقيل والمطبات التي لا تنتهى، فقد قطع الرجل أشواطا كبيرة، وإن كان العمل الإنساني بطبيعته سيظل ناقصا وقابلا للنقد والتوجيه. من هذا المنطلق أتساءل كيف لأحمد ولد داداه أن يشكك في شرعية رئيس زكاه الشعب الموريتاني، نفس الشعب الذي رفضكم للمرة الخامسة وربما العاشرة ؟ أتساءل هل من العدل أن تجبر الشعب الموريتاني على قبولك.؟ ألا توافقني الرأي سيدي أحمد ولد داداه الرئيس الأبدي لحزب “التكتل” أنكم أصبحتم ملجأ وملاذا آمنا لكل المفسدين حين ضاقت بهم الأرض بما رحبت، وأصبحت توظفهم لنشر الإشاعات والتحريض ، عبر حملات إعلامية هستيرية مفضوحة، تسعي من خلالها لإجهاض مسارات التحول الديمقراطي و بث الفوضى، والإضرابات والفتن الأهلية، للوقيعة بين مكونات شعبنا الكريم، وهو تخصصهم الوحيد الذي يتقنوه بامتياز. السيد الرئيس أستحلفكم بالله من يحاكم من؟ هل تتذكرون جيدا الظروف التي تم فيها تعيينكم وتحت أي معيار؟ ولمن تعود ملكية القطع الأرضية المطلة علي شارع جمال عبد الناصر وما حولها، حين قمتم بتوزيعها علي “الأقربين”. ـــ سيدي أحمد ولد داداه الرئيس الأبدي لحزب “التكتل” هل تسمح لى أن أذكر الشعب الموريتاني حين كنتم ــ وفي غفلة من الزمن ــ وزيرا للمالية، وفرتم كل المقتنيات المنزلية ذهبا خالصا. وحين كنتم وزيرا لمالية أخيكم رحمه الله وأثناء فترات الجفاف لم تحركوا ساكنا، ولم تبذلوا جهدا للحد من الآثار السلبية لتلك الموجة، بل تجاهلتموها بشكل مطلق حتى كانت آثارها مدمرة. فأي دموع تذرفونها الآن بعد أن قضيتم قرابة ربع قرن في القصور خارج البلد، كي لا تحسوا أبدا بمشكلات لم تعد تعنيكم. وحين فكرتم في العودة قررتم ودون مبرر موضوعي أن لا نصيب لكم من الشأن العام إلا السعي للرئاسة والرئاسة فقط.. من يستمع إليكم وأنتم تغاضبون نظاما كنتم بالأمس القريب ترفضون الاعتراف به، وتأسفون اليوم لعدم لقاء رئيسه، لا بد أن يلاحظ للوهلة الأولى الفشل السياسي المستمر و خيبة الأمل في الوصول إلى السلطة. السيد الرئيس أحمد لاشك أنكم تحسون بالفعل بغيرة كبيرة لأن نتائج السياسة الحكيمة التي ينتهجها محمد ولد عبد العزيز بدأت تؤتي أكلها، من خلال ما يلاحظ من طهارة التسيير العام وتوجيه الأموال التي كانت تذهب في دورات الفساد إلى الاستثمار في البنى التحتية اللازمة لتنمية البلد: طرقا، ومصحات، ومدارس، ورفعا لمستويات الدخل …؛

صدق رسول الرحمة حين قال:( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سِنِينَ خَوَادِعَةً يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ.). رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. ولا أقصدكم معاذ الله بالفويسق، وإنما..

صحفي

2 تعليقات

  1. سيد

    ياأبوا بكر انت راجل من أولاد بسبع ولاتتعب مامصدقك حد

  2. اعجبني كثيرا السطر الاخير من المقال ” لاأقصدكم معاذ الله بالفويسق , وانما ….” , في الحقيقة جملة مثيرة للسخرية وتدل عليها أيضا , بغض النظر يا زميلي دهماش عن بعض الردود التي قالت وستقول بأن داعي القرابة سبب كاف لكتابة هذا المقال , الا أن الحقيقة ظاهرة وجلية للعيان , لا أنتمي ل ” أولادبالسبع ” ول أمت اليهم بأية صلة ولا أصفق للسلطة ولا أزمر بمعنى لست من ” الصفاقين ” , لكن رئيس الجمهورية – وبكل فخر السيد محمد ولد عبد العزيز – قام بعدة انجازات فى مدة زمنية لا تتجاوز السنتين ونصف , أوافقك الرأي فى أن التكتل أصبح ملاذا لكل من ضاقت به السبل وكأنهم أعتبروا من المثل الذي يقول ” عدو عدوي صديقي ” , دمت يا دهماش ودام قلمك سيالا .

شارك بتعليقاتك !

     .................................................................................................................................................................................................................................

Copyright � 2012 Hiaad.Net

السراج

 الحرية

العربية

صحراء ميديا

 تقدمي

 موريتانيد

Desgin & Dev By T-Zone

كووورة

الجزيرة

موريتانيد

Bbc

روتانا

سيدتي

........................................................

الغد

Google

Yahoo

Facebook

msn

اخبار انفو